من أعظم الدعوات اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:
من أعظم الدعوات اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك من أعظم الدعوات اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
أخرجه مسلم.
وقوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك) : أي يا اللَّه إني ألتجئ إليك من ذهاب جميع نعمك الظاهرة والباطنة،
الدنيوية والأخروية ما علمتها، وما لم أعلمها؛ لأن نعمك لا تُحصى، ولا تُعدُّ
((استعاذ النبي من أعظم الدعوات اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك من زوال نعمته؛ لأن ذلك لا يكون إلا عند عدم شكرها))
فتضمّنت هذه الاستعاذة المباركة التوفيق لشكر النعم، والحفظ من الوقوع في المعاصي؛
لأنها تزيل النعم، قال اللَّه سبحانه وتعالى ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
وقال جلّ شأنه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾
قوله: (وتحول عافيتك) : أي أعوذ بك يا اللَّه من تبدّل العافية التي أعطيتني إياها،
وهي السلامة من الأسقام والبلاء والمصائب، إلى الأمراض والبلاء،
فتضمّنت أيضاً هذه الاستعاذة سؤال اللَّه دوام العافية وثباتها، والاستعاذة به عز وجل من تحوّل العافية؛
لأن بزوالها تسوء عيشة العبد، فلا يستطيع القيام بأمور دنياه ودينه،
وما قد يصاحبه من التسخط وعدم الرضا وغير ذلك .
قوله: (وفجأة نقمتك) : أي أعوذ بك من العقوبة، والانتقام بالعذاب مباغتة، دون توقع وتحسب،
وخُصَّ فجاءت النقمة بالاستعاذة؛ لأنها أشد و أصعب من أن تأتي تدريجياً، بحيث لا تكون فرصة للتوبة.
قوله: (وجميع سخطك) : أي ألتجئ وأعتصم إليك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لسخطك جلّ شأنك؛
فإنّ من سخطت عليه فقد خاب وخسر، ولو كان في أدنى شيء، وبأيسر سبب؛ ولهذا قال النبي من أعظم الدعوات اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ((وجميع سخطك))،
فهي استعاذة من جميع أسباب سبحانه وتعالى من الأقوال والأفعال والأعمال، ((وإذا انتفت الأسباب المقتضية للسخط حصلت أضدادها وهو الرضى))