ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻨﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ، ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻧﻮﻉ ﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠَّﻢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤًﺎ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺟُﻞُّ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﻼﻏﺘﻪ، ﻭﻧﻈﻤﻪ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻭﻟﻐﺘﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻄﺮَّﻗﻮﺍ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺷﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴَّﺮَ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ.
الاعجاز العلمي في القرآن
ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴَّﺔ ﺳِﻴﻘَﺖْ ﻣَﺴَﺎﻕ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻤﻴًّﺎ ﺧﺎﻟﺼًﺎ، ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﺨﻠﻄﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ، ﻭﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﻭَﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎ ﺍﻟﺮِّﻳَﺎﺡَ ﻟَﻮَﺍﻗِﺢَ} [ﺍﻟﺤﺠﺮ: 22].
الاعجاز العلمي في القرآن
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻤﺪﺩ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫُﻛﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃَﺛْﺒَﺖَ ﺻﺤَّﺘَﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢُ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻷﺩﻟَّﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ: (ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻤﺪُّﺩ ﺍﻟﻜﻮﻥ)، ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ -ﺍﻟﺬﻱ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔَ ﻋَﺸَﺮَ ﻗﺮﻧًﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻓﻲ ﻃﻮﺭﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ- ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻤﺪُّﺩ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﺑَﻨَﻴْﻨَﺎﻫَﺎ ﺑِﺄَﻳْﺪٍ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻤُﻮﺳِﻌُﻮﻥَ} [ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ: 47]، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺪَّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ.
الاعجاز العلمي في القرآن
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴَّﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺘﻮﺳَّﻊ ﺃﻭ ﻳﺘﻤﺪَّﺩ، ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧَﻠُﺺَ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌِﻠْﻢُ ﻓﻲ ﺃﻳَّﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﻓﺤﺘﻰ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ، ﻟﻜﻦَّ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺟْﺮِﻳَﺖْ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻤﺪَّﺩ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ؛ ﻓﻔﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﻟﻮﻣﻴﺘﺮ[1] ﻧﻈﺮﻳًّﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻤﺪَّﺩ، ﻭﻗﺪ ﺃﻛَّﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺇﺩﻭﻳﻦ ﻫﺎﺑﻞ[2] ﻋﺎﻡ (1929ﻡ)، ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮَّﺍﺕ ﺗﺘﺤﺮَّﻙ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺮَّﻙ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻫﻮ ﻛَﻮْﻥٌ ﻣﺘﻤﺪِّﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ[3].الاعجاز العلمي في القرآن
ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻟِﻤُﺴْﺘَﻘَﺮٍّ ﻟَﻬَﺎ ﺫَﻟِﻚَ ﺗَﻘْﺪِﻳﺮُ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢِ} [ﻳﺲ: 38]. ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﻋﻈﻴﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻝُّ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺮﻕ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺪﻝُّ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﺛﺒﺘﺘﻬﺎ ﺍﻷﺭﺻﺎﺩ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺤﻮﺭﻫﺎ ﻣﺮَّﺓ ﻛﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣًﺎ"[4]. ﻛﻤﺎ ﻗُﺪِّﺭَﺕْ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﺠﺮَّﺗﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ 980 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ[5].
الاعجاز العلمي في القرآن
ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ
ﻭﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻣَﺮَﺝَ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮَﻳْﻦِ ﻳَﻠْﺘَﻘِﻴَﺎﻥِ (19) ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺑَﺮْﺯَﺥٌ ﻻَ ﻳَﺒْﻐِﻴَﺎﻥِ} [ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ: 19، 20]. ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺮﺯﺥ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﺋﻲ ﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻠﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﺍﺭﺓ، ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ[6]، ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺮﺕ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺟﻮﻥ ﺇﻣﺮﻱ ﻣﻊ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ[7].
الاعجاز العلمي في القرآن
ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﺍﻟْﺠِﺒَﺎﻝَ ﺃَﻭْﺗَﺎﺩًﺍ} [ﺍﻟﻨﺒﺄ: 7]، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭَﺃَﻟْﻘَﻰ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺭَﻭَﺍﺳِﻲَ ﺃَﻥْ ﺗَﻤِﻴﺪَ ﺑِﻜُﻢْ} [ﺍﻟﻨﺤﻞ: 15، ﻟﻘﻤﺎﻥ: 10]. ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻَّﻞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻋﺮﻗًﺎ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩًﺍ ﻗﺪ ﻏُﺮِﺱَ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻠﺰﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ، ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﺎﺳﻜًﺎ ﻟﻠﻘﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻑ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺄﻛَّﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻَّ ﻋﺎﻡ (1956ﻡ)[8] ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺎﺭﺓ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻗُﺼِﺪَ ﺑﻪ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻴﺪ ﺃﻭ ﺗﺤﻴﺪ[9]، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻟﻒ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ، ﻓﺼﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻟﻪ.الاعجاز العلمي في القرآن
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﻴﻦ
ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺜْﺒِﺖُ ﺃﻧﻪ ﻭﺣﻲ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﺤﻤﺪﺑﻠﻔﻈﻪ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺜْﺒِﺖُ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﻚِّ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪًﺍﻣُﺮْﺳَﻞٌ ﻣﻦ ﺭﺑِّﻪ ﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺟﻞُّ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﻴﻦ ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ؛ ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻣﻴﻞ ﺩﺭﻣﻨﺠﻢ[10] ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: "ﻻ ﺑُﺪَّ ﻟﻜﻞ ﻧﺒﻲ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺑُﺪَّ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻳﺘﺤﺪَّﻯ ﺑﻬﺎ... ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﺤﻤﺪ؛ ﻓﺄﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻭﻗﻮَّﺓ ﺃﺑﺤﺎﺛﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻳﺜﻴﺮﺍﻥ ﺳﺎﻛﻦ ﻣَﻦْ ﻳﺘﻠﻮﻧﻪ، ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪﻳﺘﺤﺪَّﻯ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦَّ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻤﺜﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪِّﻱ ﺃَﻗْﻮَﻯ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ..."[11].
الاعجاز العلمي في القرآن
ﻭﻟﻜﻦَّ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻻ ﻳَﺘَﻮَﻗَّﻒُ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺪَّﺩ، ﻭﻻ ﺗﺘﺒﺪَّﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺚُّ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺗَﺪَﺑُّﺮﻩ؛ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳُﺒَﻴِّﻦُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻵَﻳَﺎﺕِ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَﻔَﻜَّﺮُﻭﻥَ} [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: 266]، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴَّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﺘﺄﻣُّﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜُّﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘُّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ؛ ﻟﻴﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳُﻔِﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻳُﻌَﻤِّﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ[12].
الاعجاز العلمي في القرآن
ﺩ. ﺭﺍﻏﺐ ﺍﻟﺴﺮﺟﺎﻧﻲ